الجمعية في الأخبار

جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميّز التربوي تحتفي بالمعلم في يومه العالمي وتؤكد دوره المحوري

احتفل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمس، باليوم العالمي للمعلم، الذي يصادف 5 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، تقديرا للدور الرئيسي والريادي والمحوري الذي يقوم به المعلمون والمعلمات بكافة الأوقات، لا سيما خلال جائحة كورونا (كوفيد 19)، فيما وجه وزير التربية والتعليم، تيسير النعيمي، رسالة هنأ فيها المعلم الأردني بهذه المناسبة.
وأكد الناشطون عبر منشوراتهم التي رصدتها “الغد”، أن المعلمين استطاعوا خلال الفترة الماضية بقدرتهم وكفاءتهم العالية التعامل ومواجهة كافة التحديات والصعوبات التي فرضها فيروس كورونا المستجد على قطاع التعليم من خلال سرعة تجاوبهم وتكيفهم مع الظروف الاستثنائية والتي سطروا من خلالها قصص نجاح ساهمت بالحفاظ على ديمومة العملية التعليمية دون توقف.
وضمن وسم “شكرا معلمي” تفاعل الناشطون في الأردن بيوم المعلم العالمي تعبيرا عن امتنانهم لعطاء المعلم الذي لا ينضب في كل الأوقات والأزمان وتأكيدا على قدسية الرسالة التي يقومون بها في بناء أجيال المستقبل.
وقالت ساهرة أحمد، “شكرا معلمي.. شكرا لمربي الأجيال.. شكرا لمن أضاء قناديل العلم والمعرفة في قلبي.. شكرا لرمز التضحية والعطاء.. شكرا لأستاذي العزيز لك مني كل الحب والتقدير”، أما إيمان الرواشدة، فكتبت، “كل عام ومعلمي الأردن بخير”، وعلقت أم عون على صفحتها، “في يوم المعلم تحية حب واحترام وإجلال.. والله تبهدلنا ببعد الأولاد عنكم”.
وتحت شعار “المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة التصور للمستقبل”، شارك الأردن أمس العالم احتفاله بيوم المعلم وفقا للعنوان الذي اختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لهذا العام.
وقالت اليونسكو عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن هذا اليوم سيكون فرصة للاحتفال بمهنة التعليم في جميع أنحاء العالم، وإجراء تقييم شامل لما أُنجز ولفت الانتباه إلى المعلمين الذين يمثلون نواة الجهود المبذولة من أجل بلوغ الهدف العالمي للتعليم القائل بعدم ترك أي أحد خلف الركب.
وأضافت، أن جائحة كورونا جاءت لتزيد من حجم الصعوبات التي تعاني منها النظم التعليمية المجهدة أصلا في العالم، وليست هناك مبالغة في القول إنّ العالم يقف عند مفترق طرق، وعلينا أن نعمل الآن، وأكثر من أي وقت مضى، مع المعلمين لحماية الحق في التعليم وتطبيقه في ظلّ الظروف الجديدة التي فرضتها الجائحة.
وأشارت المنظمة إلى أن الدور القيادي الذي اضطلع به المعلمون عند التصدي للأزمة، لم يكن مناسبا وحسب، وإنّما كان حاسما أيضا من ناحية الإسهامات التي قدمها المعلمون لتوفير التعلّم عن بعد، ودعم الفئات الضعيفة وإعادة فتح المدارس وضمان سدّ الثغرات التعليمية.
الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، أسامة عبيدات، أكد أهمية “تحويل التحديات إلى فرص، فنحن وليس في الأردن فقط بل في دول العالم كافة وجب علينا التأقلم مع التطورات المختلفة، ومستجدات البيئة المحيطة المتعلقة بالتعليم والمعلم والطالب، وخاصة ما مررنا به بسبب جائحة كورونا”.
وأضاف عبيدات لـ”الغد”، أمس، “لم يكن سهلا بداية الأمر الانتقال إلى التعلّم عن بعد؛ لأننا اعتدنا التعلم الوجاهي طيلة الوقت، واليوم وبعد هذه الظروف يجب علينا جميعا تطوير أدواتنا وأفكارنا التعليمية بما يتلاءم مع الظروف كافة، وبما لا يؤثر في أداء المعلم، والتحصيل العلمي للطلبة”.
وأشار إلى أنه “خلال الفترة الماضية شاهدنا عددا من قصص النجاح التي صنعها المعلمون من التخصصات المختلفة، ونقول لهم: دامت أفكاركم شموعا تنير طريق الطلبة نحو مستقبل الأردن المشرق، ودام بذلكم وعطاؤكم متدفقين بلا انقطاع”.
بدورها، توجهت الرئيسة التنفيذية لجمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، لبنى طوقان، بالتهنئة لكافة التربويين بمناسبة “يوم المعلم العالمي”، قائلة لـ”الغد”، “شهدنا كمجتمع عالمي خلال العام الحالي تحديات وفرصا كثيرة في الميدان التربوي، وفي مقدمتها التأقلم مع جائحة (كورونا) واستثمار أسلوب التعلّم عن بعد، وقد أظهر المعلمون في الأردن، والعالم أجمع، قدرة استثنائية على التكيّف مع هذه التحديات، والاستجابة لهذه الفرص، وذلك إيمانا منهم بأهمية رسالتهم في تهيئة أبنائنا الطلبة ليصبحوا مواطنين صالحين ومنتجين ومبدعين”.
وأضافت طوقان، “حققنا في الأردن، كما في العالم، نجاحات من استثمار أدوات التعلّم عن بعد، وطبعا، كان للمعلمين إسهاماتهم الرئيسة فيما حققناه؛ فمنهم من أولى الدعم النفسي للطلبة اهتمامه الواضح إدراكا منه حاجة الطلاب إلى هذا النوع من الدعم قبل أن ينتقل معهم إلى التعلّم عن بعد، ومنهم الذي استثمر الطيف الواسع من القنوات والمنصات الإلكترونية المتاحة بما يتماشى مع قدرات الطلبة وإمكانات أولياء أمورهم ورغباتهم وتوقعاتهم، ومنهم الذي لجأ إلى مختلف الجهات للمساعدة من أجل شمول جميع الطلبة الذين تنقصهم أدوات التعلّم عن بعد بشتى أشكالها. كلّ ذلك إلى جانب الجهود الرائعة من أجل توفير المواد الدراسية لجميع الفئات العمرية وطلبة الحالات الخاصة (الصم والبكم) بما يكفل استمرار واستكمال العملية التعلّمية”.
وقالت، “نشكر معلمينا مع أعماق قلوبنا على كل ذلك الحرص الذي أبدوه من أجل إنجاح العملية التعلّمية التعليمية خلال هذه الظروف الاستثنائية، ونقول لهم: “ربما لا نحيط بجميع التحديات التي تواجهونها، لكن ما ندركه من هذه التحديات يجعلنا ندعو لكم، ولجميع المعنيين برسالتكم الكريمة، أن يسدد الله خطاكم، ويوفّق أعمالكم، لنصل بأبنائنا والأجيال القادمة إلى مستقبل أجمل بإذن الله. كل الشكر والامتنان لكم دائما، فمنكم تعلّمنا… وسنبقى نتعلم”.
وبالعودة إلى رسالة وزير التربية والتعليم، فقد قال فيها إن الاحتفال يأتي تقديرا للمعلم وتأكيدا على دوره الرئيس في العملية التعليمية وقيادة دفة البناء، واعترافا بسمو الرسالة التي يؤديها، وعرفانا بجهوده، وتكريما لعطائه، وإيمانا بأهمية مكانته في نقل العلم إلى الطلبة، وحرصه على أن يكون جيل المستقبل واعيا وممتلكا لأدوات النهضة والتميز.
وأضاف النعيمي، أن كل الدساتير والمواثيق والعهود الدولية كفلت الحق في التعليم، لأنه حق أساسي للتنمية البشرية والتطوير الاجتماعي والاقتصادي، وعنصر أساسي لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، وأداة رئيسة في تطوير الإمكانات الكاملة للجميع وتعزيز الرفاهية للفرد والمجتمع، مبينا أن التعليم يسهم في حماية الإنسان من الجهل والفقر وتنمية شخصيته، ووسيلة أساسية لفهم الحقوق والواجبات.
وقال، “العالم اليوم يقف عند مفترق طرق، وعلينا أن نعمل جميعا بدون كلل، وأكثر من أي وقت مضى لحماية حق التعليم والحفاظ على قيمته في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية التي يعاني منها العالم في حدث غير مسبوق”، مشيرا الى أن تعرض البشرية لجائحة كورونا جعلنا نقف جميعا صفا واحدا للحفاظ على مكتسباتنا في قطاع التربية والتعليم، إلى جانب زملائنا في القطاعات الأخرى لمجابهة هذا الوباء، ما يؤكد على الدور القيادي الذي قام به المعلمون وبذل جهود استثنائية حتى يستمر أبناؤنا بمتابعة تعليمهم وفق ما تعكسه الظروف وبأنجع السبل وأفضلها.
وأوضح النعيمي، أن جهود وزارة التربية والتعليم كانت وما تزال منذ بداية الأزمة مستمرة لتمكين جميع الكوادر التعليمية من آليات المتابعة لطلبتنا وهم في منازلهم والتواصل معهم من خلال أفضل التقنيات التي تم توفيرها، ووضعها أمام المعلم، لافتا إلى أن جميع هذه الجهود جاءت بشراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص للخروج بمنجز وطني نفخر به ويمكّن طلبتنا من متابعة تحصيل تعليمهم دون انقطاع.
وقال، إن مساهمة المعلمين في هذا المنجز الوطني جاء من خلال تحضير وتسجيل الدروس في المنصات التعليمية وتجويد المحتوى التعليمي، ايمانا منهم بدورهم المهم والرئيسي في رسم ملامح مستقبل التعليم وتطويره في ظل هذه الظروف.
وخاطب وزير التربية والتعليم المعلمين قائلا، “إننا ونحن على موعد بالاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، ما نزال نعمل سويا في قطاع التربية والتعليم من أجل نهضة الوطن والحفاظ على مكتسباته التي تحققت عبر مسيرة عطرة بالإنجازات والبناء، فأنتم المرتكز الرئيس تساهمون في إعداد وبناء نشء متعلم ومنتم لوطنه، وتنمون فيهم الاعتزاز به، موالين لقيادته، وهذا لن يتحقق إلّا بكم وبجهودكم وبحرصكم على مواصلة كتابة حاضر ومستقبل الأردن”.
وقال النعيمي أيضا، إن الرعاية الملكية السامية والمستمرة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بدعم قطاع التعليم والاهتمام بالمعلمين وتوفير الدعم، ما هي إلا إيمانا من جلالته بمكانة المعلم ودوره في النهوض والبناء، مبينا أن جلالته يؤكد في رسائله الى المعلمين والمعلمات والطلبة في بداية كل عام دراسي، أنهم ركن اساسي في معادلة الانجاز الوطني بجانب أخوتهم في هذا الوطن.
وجدد الوزير النعيمي، الثقة بالمعلمين والمعلمات في الأردن، مؤكدا أنهم سيبقون درع الوطن الحصين، ويعملون على تقوية الجبهة الداخلية بالعلم والوعي، والاستمرار في عطائهم وبذل الجهود سويا لمواصلة تعليم أبنائنا في جميع الظروف التي تمر بنا، لنتجاوز سويا هذه الظروف.